الثلاثاء، يناير 01، 2013

تخاريف


كل حاجه داخله في كل حاجه. يعني الحياة نفسها كده كلها على بعضها عبارة عن مجموعة متشابكة متلعبكة متلخبطة من كل الخيوط اللي ممكن تدخل مع بعضها. حاجات حلوة وحاجات وحشة، والغريب إن عمر مالحاجات الوحشة بتبقى وحشة بس ولا الحاجات الحلوة بتبقى حلوة بس، يعني مفيش أبيض وأسود، كله رمادي وعلى الرغم من أن الرمادي ده طبيعة الحياة وهو اللون السائد لجميع البشر إلا أن أنا في عداوة شخصية كبيرة جدا بيني وبين الرمادي، لأنه بيدي أعذار لكل الناس، اللي هو متقدرش تمسك عليهم حاجة، المكان اللي فيه كل الناس العادية واللي مش مبهرة. وواضح فعلا إن موضوع الألوان ده عاملي مشكلة حقيقية وكل ما أكتب حاجه تتطلع عشان الألوان. لكن نرجع تاني للحياة الملخبطة اللي فيها مليون حاجة متشبكة في بعض وكل خيط فيهم بيودي لعالم تاني مليان خيوط تانية متشبكة في بعض. أوقات كتير وأنا في أي طريق طويل (وما أكثرهم) بييجي في دماغي فكرة صغيرة تفضل تسحب وراها أفكار تانية كتير في سلسلة لا تنتهي لحد ما أوصل لحاجه بعيدة جدا عن النقطة اللي بدأت منها وممكن أنسى أساسا إيه الفكرة اللي أنا بدأت بيها. ودي متعة كبيرة جدا زي ما تكون بتلعب لعبة أو بتدرب دماغك على التفكير المتسلسل. الحياة بقى كلها كدة خيط بيشد وراه خيط تاني، ياخدك من مكانك اللي أنت فيه ويوديك لمكان تاني مكنتش تتخيل إنك ممكن توصله وأنت واقف في بداية الخيط. أوقات خيوط الدنيا بتشدك ناحية حاجات تبسطك فتسيب نفسك خالص ماشي على الخيط لحد متتطلعلك عقدة كبيرة في طريقك يا أما تفوقك إنك اخترت الخيط الغلط يا إما توقعك وتكعبلك عشان تقف وتتعلم تعدي فوق العقد. وممكن تلاقي خيط بيشدك لناحية أنت مش بتحبها ولا عايز تروحلها بس لما تمشي عليه تلاقي هو ده الخيط الوحيد اللي كان ينفع إنك تمشي عليه، وإنك مهما كنت هتلف وتتعب كان لازم ترجع تمشي من هنا. وأوقات بقى تخش كل الخيوط في بعض، ومتبقاش عارف تروح يمين ولا شمال، كل الطرق تؤدي إلى التهلكة زي ما بيقولوا، ووقتها لازم تفك الخيوط بنفسك وتوصل بنفسك للخيط اللي هيوصلك حتى لو كان أطول خيط وحتى لو كان أكتر خيط مليان عقد، هتوصل في الآخر، ممكن توصل متأخر وممكن توصل متبهدل، بس المهم إنك توصل لنهاية الخيط الصح.